
جمعية ملحان والسلطة المحلية أنموذج للقيادة التنموية والتنسيق المؤسسي الفاعل
المحويت – الإعلام التعاوني الزراعي- بلال عليان:
تشهد مديرية ملحان بمحافظة المحويت حراكاً مجتمعياً واسعاً يعكس روح المبادرة والمسؤولية الجماعية، حيث نفذت اللجان المجتمعية وفرسان التنمية سلسلة من المشاريع التنموية في عدد من العزل وبإصرار على ترويض طبيعة المديرية الوعرة واستجابة فاعلة للتحديات التي خلفتها كارثة السيول الأخيرة.
وتنوّعت المبادرات بين شق الطرق، وبناء السواند، وإنشاء وترميم خزانات مياه، في مناطق متفرقة حيث يتم حالياً العمل في عشرات المبادرات المجتمعية من أبرزها طريق بيت الخبتي بني الحضني، طريق العبر – بني شايع – رومة في عزلة همدان، طريق الميفعة والمعازيب في بني وهب، طريق وادي الدير بجبع، طريق بيت الشرعبي، وبناء خزان عين المغربة في بني العصيفري، إلى جانب أعمال رص الطرق وبناء سواند في قرى الوقوز والشرفي.
وقد ساهم أبناء المجتمع المحلي في تنفيذ هذه المبادرات بجهود ذاتية، شملت قطع الأحجار ونقلها، وشق الطرق، وبناء الحواجز، في مشهد يعكس تلاحماً مجتمعياً منقطع النظير، ليصنع تحولاً ملموساً نحو التنمية الريفية المستدامة لتكون شهادة حية للأجيال أنه متى ما وجدت الإدارة والارادة يصنع المستحيل.
وكان للتعاون والجهود المنظمة بين جمعية ملحان التعاونية الزراعية متعددة الأغراض والسلطة المحلية بالمديرية دور محوري في تفعيل ودعم هذه المبادرات، من خلال التنسيق الميداني، وتوفير المواد والمعدات، ومتابعة التنفيذ، وما عزز ذلك الجهود هو دور السلطة المحلية التي تابعت عن كثب سير الأعمال وقدّمت التسهيلات اللازمة.
ويأمل أبناء ملحان أن تحظى هذه المبادرات بمزيد من الدعم من الجهات الحكومية والمؤسسات التنموية، وعلى رأسها وحدة التدخلات الطارئة لضمان استمرارية العمل وتوسيع نطاق المشاريع لتشمل مناطق أكثر تضرراً واحتياجاً.
وتؤكد هذه التجربة أن المجتمعات الريفية قادرة على النهوض من الأزمات، وتحويل التحديات إلى فرص، حين تتكامل الإرادة الشعبية مع الدعم المؤسسي، في سبيل بناء واقع تنموي أكثر استقراراً وازدهاراً.





