جمعيات محافظة إب تختتم زيارة ميدانية إلى جمعيات الحديدة وحجة
الحديدة – الإعلام التعاوني الزراعي – رضوان الشارف:
اختتم وفد من الجمعيات التعاونية الزراعية بمحافظة إب – ضم جمعيات مديريات حزم العدين، القفر، وفرع العدين – زيارة ميدانية إلى عدد من الجمعيات التعاونية الزراعية في محافظتي الحديدة وحجة، ضمن برنامج تدريبي ميداني تنفذه وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، بإسناد من الهيئة العامة لتطوير تهامة، وتنسيق من الاتحاد التعاوني الزراعي.
وهدفت الزيارة إلى الاطلاع على التجارب الناجحة والنماذج التنموية التي حققتها الجمعيات التعاونية في الساحل التهامي، ضمن سلاسل القيمة الزراعية والإنتاج النباتي والحيواني، بدءاً من توفير المدخلات، مروراً بالإنتاج، ووصولاً إلى التسويق والاستهلاك، في سلاسل تشمل الذرة الشامية والرفيعة، الدخن، الدجرة، الفول، فول الصويا، التمور، الألبان، الدواجن، الأعلاف، الأغنام، الماعز، الصوف، الجلود، والقطن، إلى جانب مشاريع بنوك البذور المحسنة.
وقد شملت الزيارة، التي استمرت عدة أيام، جمعيات تعاونية في مديريات الدريهمي، زبيد، الزهرة، باجل، بالإضافة إلى جمعية ساحل تهامة التعاونية السمكية، ومحمية بني قيس لإنتاج العسل الدوائي في محافظة حجة، حيث أجرى الوفد لقاءات ميدانية واطلع عن كثب على آليات العمل التعاوني، وأطر التخطيط والتنفيذ للمشاريع المجتمعية.
رافق الوفد الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس محمد مطهر القحوم، إلى جانب رؤساء الجمعيات ومدراء مديريات حزم العدين – زكريا المساوى، القفر – محمود الرعيني، فرع العدين – جمال مرشد، ومدير عام مكتب الزراعة بمحافظة إب حمود الرصاص، بالإضافة إلى عدد من مدراء مكاتب الزراعة ومنسقي المديريات، كما شارك في الزيارة رئيس اتحاد البُن الأستاذ محمد حسن عثمان، ومنسق مديرية بكيل المير مازن غباري.
وفي ختام الزيارة، أكد المهندس القحوم أن هذا البرنامج يُعد نموذجاً للتدريب العملي المباشر على رأس العمل، ويهدف إلى بناء قدرات الهيئات الإدارية في الجمعيات وتطوير أداء الكوادر المحلية في القطاع التعاوني، عبر التفاعل مع نماذج حية أثبتت نجاحها في ظروف بيئية واقتصادية متنوعة.
وأضاف أن من أبرز النماذج التي تم الاطلاع عليها، تجربة جمعية ساحل تهامة التعاونية السمكية، التي تحوّلت خلال سنوات قليلة من جمعية ناشئة إلى مؤسسة مجتمعية متكاملة، تخدم الصيادين في ثلاث محافظات، وتمتلك 12 فرعاً، وقاعدة بيانات شاملة لأعضائها، ما مكّنها من التخطيط والتنفيذ الفاعل لمشاريع تطويرية وإغاثية.
وأشار إلى أن الجمعية استطاعت تنفيذ مشاريع ملموسة، منها مشروع الادخار الذي يضم أكثر من 200 صياد، وإعادة تأهيل وتشغيل معهد إبداع للتدريب، الذي ساهم في تمكين الصيادين وأسرهم عبر التدريب على مهن بديلة، خصوصاً خلال فترات توقف الصيد، بسبب اضطرابات البحر.
كما سلّط الأمين العام لجمعية ساحل تهامة عبدالسلام المقري، الضوء على أهمية التكامل بين المجتمع والجمعية والجهات الرسمية، مستعرضاً المشاريع التي نفذتها الجمعية، بما في ذلك برامج محو الأمية، مدارس القرآن الكريم، ومبادرات التكافل الاجتماعي، مؤكداً أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا العمل المؤسسي والبيانات الدقيقة التي تمتلكها الجمعية.
وشملت الجولة أيضاً زيارة تجربة ناجحة لزراعة فول الصويا في جمعية باجل، ونقاط ومراكز تجميع الألبان، بالإضافة إلى زيارة مصنع نانا للألبان، والمعهد الفني بزبيد، حيث أتيحت للوفد فرصة الاطلاع على مراحل سلسلة القيمة للألبان، من جمع الحليب من المزارعين، نقله، معالجته، وحتى تسويقه.
وفي ختام الزيارة، أكّد المشاركون أهمية توسيع نطاق التعاون بين الجمعيات، وتكثيف برامج تبادل الخبرات، بما يعزز من كفاءة العمل التعاوني، ويؤسس لمرحلة جديدة من التنمية الزراعية المستندة إلى التجربة الميدانية والمعرفة المجتمعية.
ويأتي هذا النوع من الزيارات في إطار استراتيجية وطنية لتقوية أداء الجمعيات التعاونية، وبناء شبكة إنتاجية متكاملة، تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتدفع بعجلة التنمية الريفية المستدامة.
