إن المتأمل في التاريخ اليمني والحضارات العتيقة لهذا البلد ، سيدرك أن الأجدادا قد إعتمدوا بشكل رئيس على سلوك العمل التعاوني ليحققوا نهضة سبقوا بها كثيراً من الأمم والشعوب أساسها المجال الزراعي المتكئ ـ وبجهود تعاونية بحتة ـ على هندسة السدود وبناء المدرجات التي من خلالها استطاع تطويع التضاريس لصالح ذلك التوجه الزراعي الذي أفرز قدرة تجارية متطورة ، ومثل ذلك ايضاً ازدهرت حضارات هي الآخرى إعتمدت بشكل كبير على التعاونيات ، واليوم يعتمد العالم والبلدان الاقتصادية على العمل التعاوني المنظم بشكل كيانات متفاوتة الحجم (جمعيات ـ

 إتحادات ـ مشاريع …الخ ) لمواجهة كل أزمات الكوكب وعلى رأسها الأرق الإقتصادي المرتبط بتحقيق أمن غذائي يلبي احتياجات التنامي السكاني ، مع السعي في تحقيق التنمية المستدامة .اليوم نؤمن بأن العمل التعاوني هو الفرصة المعول عليها في الصمود والنهوض في مواجهة التحديات كونه سلوك متأصل في أعماق الأعراف والتقاليد اليمنية، وبأن الجمعيات والتعاونيات بتعدد أغراضها ومضامينها تعتبر ظاهرة منظمة للعمل التعاوني، فهي حلقة التواصل المتحرك والثابت بين حلقات سلسلة القيمة لأي محصول أو منتج، وهي الإطار الجامع لجهود والإمكانات الفردية في المشاركة المجتمعية والمنظم لها في كيانات اقتصادية قادرة على الإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي.إن الإتحاد التعاوني الزراعي واستناداً لمبادئ ديننا الإسلامي الذي يأمر بالتعاون ، وتوجيهات القيادة الثورية والسياسية فأنه يؤمن بدوره في تحريك الجبهة الزراعية وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في مسارات توفير مدخلات الإنتاج الزراعي، ومشاريع الأسواق التعاونية ومراكز اعداد الصادرات ومشاريع الألبان والثروة الحيوانية، وتنظيم

العمل التعاوني .. ضرورة المرحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.