أهمية الوعي البيئي في الحفاظ على البيئة
كتب – د. أمين يحيى راجح:
حرص الاسلام على ان تكون البيئة جميلة حسنة خالية من كل شيء يؤثر في جمالها ورونقها، وتعاليم الإسلام مليئة بالنصوص والتوجيهات والأوامر للمحافظة على البيئة ونظافتها وتنميتها وإحيائها وإصلاحها.
قال الله تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) [الأعراف:56].
وذم الله المفسدين في الأرض، قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة:205].
نحن في اليمن نستغل اليوم العالمي للبيئة الذي هو مناسبة سنوية تحتفل بها العديد من الدول في جميع أنحاء العالم في الخامس من يونيو من كل عام، بهدف زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها، وتشجيع المجتمع على اتخاذ إجراءات للحفاظ على الأرض وجعلها مكانًا صحياً ومستداماً للأجيال القادمة.
وتعد البيئة النظام الداعم للحياة على كوكب الأرض، وهي تشمل جميع الكائنات الحية والموارد الطبيعية التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية، ومع تزايد الأنشطة البشرية، أصبح الحفاظ على البيئة ضرورة ملحة لضمان استدامة الموارد وحماية الكائنات الحية، ويتطلب ذلك وعياً بيئياً عالياً ومسؤولية جماعية للحفاظ على التوازن البيئي والحد من التأثيرات السلبية للنشاط البشري.
أهمية الحفاظ على البيئة
الحفاظ على البيئة ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، تتلخص في:
حماية الموارد الطبيعية: التي تعتبر الموارد الطبيعية مثل المياه، الهواء، والتربة والغطاء النباتي أساس الحياة، ويؤدي استنزافها إلى مشكلات بيئية واقتصادية خطيرة.
والحد من التغير المناخي: ويؤثر التلوث البيئي والانبعاثات الكربونية على المناخ العالمي، مما يؤدي إلى تغيرات مناخية خطيرة مثل الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر.
كما أن الحفاظ على التنوع البيولوجي: يعني تدمير الموائل الطبيعية يؤدي إلى انقراض العديد من الكائنات الحية، مما يخل بالتوازن البيئي.
بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة: لتكون بيئة نظيفة تعني هواء نقياً، مياهاً نظيفة، وتربة صحية، مما يسهم في تحسين صحة الإنسان والحد من الأمراض البيئية.
ايضاً تعزيز التنمية المستدامة: تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة يسهم في تحقيق تنمية مستدامة تدعم رفاهية المجتمعات على المدى الطويل.
أهمية الوعي البيئي
يعد الوعي البيئي مفتاحاً للحفاظ على البيئة، حيث يؤدي إلى تغييرات إيجابية في سلوك الأفراد والمجتمعات تجاه البيئة. ويمكن تلخيص أهمية الوعي، في تعزيز السلوك البيئي المسؤول يكون لدى الأفراد وعي بيئي، فإنهم يتخذون قرارات مسؤولة مثل تقليل استهلاك البلاستيك، إعادة التدوير، وترشيد استهلاك الموارد، وتقليل التلوث الذي يسهم الوعي البيئي في الحد من التلوث بأنواعه، من خلال تقليل النفايات، استخدام الطاقة النظيفة، والتخلص السليم من المخلفات.
بالإضافة إلى أن دعم السياسات البيئية التي كلما زاد وعي المجتمع بالقضايا البيئية، زاد الضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات صارمة لحماية البيئة، ونشر الثقافة البيئية، وهنا يكون الوعي البيئي لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد إلى المدارس، الجامعات، المساجد ووسائل الإعلام لنشر ثقافة بيئية مستدامة.
طرق الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي البيئي
يمكن للأفراد والمجتمعات والمؤسسات الحكومية المعنية المساهمة في الحفاظ على البيئة بطرق بسيطة وفعالة، من خلال تقليل استهلاك الموارد الطبيعية من خلال ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وإعادة التدوير والتقليل من النفايات للحد من التلوث البيئي، واستخدام وسائل نقل صديقة للبيئة وضبط السيارات والآلات والدراجات النارية المتهالكة والتي تنبعث منها ادخنة ضارة صحيا.
كما أن زراعة الأشجار والحفاظ على الغابات لدورها في إنتاج الأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون تعد من الطرق السليمة للحفاظ على البيئة، ودعم المنتجات الصديقة للبيئة لتشجيع الصناعات المستدامة، ونشر التوعية البيئية من خلال التعليم، وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.
ختاماً إن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الأفراد، والحكومة، ومؤسسات الدولة والمنظمات البيئية والمجتمع، من خلال تعزيز الوعي البيئي، يمكننا إحداث تغيير إيجابي يضمن لنا بيئة صحية ونظيفة للأجيال القادمة. لذا، علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه كوكبنا، ونتبنى ممارسات مستدامة تحافظ على البيئة وتضمن استمرارية الحياة عليها.
اخصائي مياه وبيئة
هيئة البحوث الزراعية
