من سقف متهالك إلى حلم معبّد بالإسمنت: قصة مدرسة الفاروق في الروغ – حفاش بالمحويت

المحويت- الإعلام التعاوني الزراعي- بلال عليان:

في منطقة الروغ بمديرية حفاش – محافظة المحويت، لم يكن التعليم مجرد حق، بل تحدٍ يومي يعيشه طلاب مدرسة الفاروق. أربعة فصول دراسية قديمة، جدرانها متشققة، وأسقفها آيلة للسقوط، كانت شاهدة على سنوات من الإهمال، وعلى عزيمة طلاب لا يعرفون اليأس.

لكن هذا الواقع لم يثنِ أبناء المنطقة عن الحلم. فقد اجتمع الأهالي، وتكاتفوا، وأطلقوا مبادرة مجتمعية  لإعادة الحياة إلى المدرسة. لم ينتظروا تمويلاً خارجيا، بل بدأوا بما لديهم، مدفوعين بإيمانهم بأن التعليم هو حجر الأساس لأي تنمية حقيقية.

وبإشراف الجمعية التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بحفاش، وبدعم من وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة التي وفّرت مادة الإسمنت، تحوّل الحلم إلى عمل ملموس. تم صبّ أسطح المبنى القديم المكوّن من أربعة فصول، بعد أن خضع لعملية ترميم شاملة، كما تم بناء فصلين دراسيين جديدين وإدارة مدرسية خلال أسبوعين فقط، ليصبح للمدرسة اليوم ستة فصول وإدارة، تفتح أبوابها لأمل جديد ومستقبل أكثر إشراقا.

لم تكن هذه مجرد أعمال بناء، بل قصة عن الإصرار، عن مجتمع قرر أن يكون جزءًا من الحل، لا مجرد متفرج على المعاناة. لقد أثبتت هذه المبادرة أن التنمية تبدأ من الناس، وأن التكاتف المجتمعي قادر على تجاوز أصعب التحديات.

وخلال تنفيذ المشروع، لم تقتصر الجهود على البناء فقط، بل شملت تنظيم العمل، وتوزيع الأدوار، وتوفير المواد، ومتابعة التنفيذ بدقة، ما جعل من التجربة نموذجا يُحتذى به في العمل التعاوني المحلي.

اليوم، وبعد أن أصبح للطلاب فصول آمنة وإدارة منظمة، يواصل الأهالي مناشدتهم لوحدة التدخلات بالمحافظة لاستكمال ما تبقى من دعم بالإسمنت، لتلييس الجدران وصب أرضيات الفصول، وإكمال الحلم حتى آخر طوبة.

إنها قصة نجاح تُثبت أن المبادرات المجتمعية، حين تتكئ على وعي الناس وإرادتهم، قادرة على صناعة الفارق، وتحويل التحديات إلى فرص، والمدارس المتهالكة إلى منارات أمل.

من سقف متهالك إلى حلم معبّد بالإسمنت: قصة مدرسة الفاروق في الروغ – حفاش بالمحويت 
  • 107 views
  • تم النشر في:

    قصص نجاح