الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس محمد القحوم لـ”26 سبتمبر”:

توطين المنتجات المحلية ضمن الصناعات التحويلة أولوية للحد من الاستيراد

< تقديم 281 قرضا للمزارعين عبر الجمعيات بتكلفة تزيد عن 344 مليون ريال

< يضم الاتحاد 112 جمعية تعاونية زراعية تحتاج جميعها للبناء المؤسسي

< قطعنا شوطا كبيرا في الزراعة التعاقدية لضمان تسويق المنتجات الزراعية

< سلاسل القيمة من أهم مسارات معالجة الفجوات الموجودة بين حلقات الإنتاج التسويق

< يجب تكثيف التوعية بأهمية المحاصيل الغذائية للحد من زراعة شجرة “القات”

أكد الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس محمد مطهر القحوم ان الجمعيات التعاونية الزراعية الطريق الأمثل للنهوض بالجانب التنموي والزراعي في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي، موضح الدور الفاعل الذي تلعبه الجمعيات التعاونية في التوسع الزراعي من المحاصيل المختلفة.

وتطرق الى أهمية التسويق كحلقة من حلقات سلاسل القيمة واهمية تسويق المنتجات الزراعية عبر الجمعيات التعاونية لتحقيق الترابط بين تلك السلاسل موضحا الدور الفاعل الذي يقدمه الاتحاد التعاوني الزراعي كحلقة وصل بين الجمعيات التعاونية الزراعية والمجتمع والجهات الرسمية.

وقال بان توطين المنتجات المحلية ستساهم في الحد من كساد المحاصيل الزراعية وتخفض فاتورة استيراد المنتجات الخارجية التي تكلف اليمن مبالغ كبيرة جدا.

26سبتمبر : حوار : رضوان الشارف

< أين يقف الاتحاد التعاوني الزراعي من استراتيجية الأمن الغذائي خلال المرحلة الراهنة؟

<< الاتحاد التعاوني الزراعي مظلة لكل الجمعيات التعاونية الزراعية التي تعد الحاضنة للمزارعين الذين يشكلون النواة الأساسية للانطلاق لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

الاتحاد التعاوني الزراعي يرعى هذه الجمعيات التعاونية الزراعية، من خلال تنظيم الزراعة وتحسين عمليات الإنتاج والتصدير والتغليف، والتعليب وخلق طرق تواصل فعاله بين الجمعيات التعاونية الزراعية والمجتمع المحلي والجهات الرسمية، وللاتحاد التعاوني له دور فاعل في دعم جوانب التنمية الزراعية سوءا بالتنسيق او تقديم الدعم اللازم وفق المنهجية القرآنية القائمة على التعاون والمشاركة المجتمعية بهدف تخفيض فاتورة الاستيراد التي تكلف الاقتصاد اليمني الكثير.

باهضة جدا

< ما الذي يوفره الاتحاد التعاوني للمزارعين؟

<< لدينا فاتورة استيراد باهضة جدا ونسعى مع الشركاء إلى خفض هذه الفاتورة التي تكلف اليمن مبالغ طائلة، ومن هذا المنطلق نسعى الى خفض فاتورة الاستيراد عبر تفعيل دور الجمعيات التعاونية وإعادة هذه الفاتورة الى الجمعيات، والتي بدورها ستتكفل بدعم المزارعين وتشغيلهم، كذلك تسخير كل الامكانيات المتاحة بما يمكن تلك الجمعيات من القيام بدورها على أكمل وجه.

281 قرضا

< ما حجم القروض البيضاء التي قدمت للمزارعين؟

<< نسعى دائما مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري و وصندوق رعاية النشء والشباب والسلطة المحلية ومؤسسة بنيان التنموية وكافة الشركاء لتقديم القروض البيضاء للمزارعين عبر الجمعيات التعاونية الزراعية، بتمويل من صندوق المعاقين وصندوق الشباب، حيث بلغ عدد من تم اقراضهم عن طريق اللجنة الزراعية والسمكية العليا والاتحاد التعاوني في مجال الطاقة الشمسية ما يقارب 281 قرضا بتكلفة تقارب 344 مليونا و178 الفا و977 ريال، بالإضافة الى القروض في الثروة الحيوانية، وإنشاء المشاتل والبذور وغيرها من القروض البيضاء بهدف التوسع في زراعة القمح والذرة الشامية والبقوليات على مستوى الجمهورية استجابة لتوجيهات السيد القائد حفظه، ولدينا خطط مستقبلية للتوسع في هذا الجانب لشمل عدد اكبر من المزارعين بغرض التحول الى استخدام الري بالطاقة البديلة.

كيان مجتمعي

< ما مدى التعاون بينكم ووزارة الزراعة والري واللجنة الزراعية العليا؟

<< التعاون بين الاتحاد التعاوني الزراعي ووزارة الزراعة واللجنة الزراعية تعاون كبير ومتكامل، اللجنة الزراعية السمكية العليا هي المشرفة على القطاع الزراعي بشكل عام، ووزارة الزراعة الجهة الرسمية والمعنية بالزراعة، بينما الاتحاد التعاوني الزراعي هو الكيان المجتمعي وفق العلاقة المتكاملة بين الكيان المجتمعي والكيان الحكومي.

112جمعية

< كم عدد الجمعيات التعاونية الزراعية والفاعلة منها؟

<< الجمعيات التعاونية الزراعية التي تم إنشائها بعد ثورة 21 سبتمبر ما يقارب 112 جمعية الفاعلة منها بالميدان ما يقارب 84 جمعية تعاونية 50 منها منتجة للحبوب و60 متعددة الأغراض وجمعيتين سمكية وثروة حيوانية، فيما بلغ عدد المساهمين في هيها ما يقارب 118 الف 543 مساهما من أبناء المجتمع فيما بلغ راس مال الجمعيات التعاونية ما يقارب المليار و106 مليونا و717 الفا و350 ريال تم تدريبها وتأهيلها وتفعيلها وفق المنهجية القرآنية القائمة على هدى الله  وآلية العمل الهادفة الى خفض فاتورة الاستيراد والتركيز على الأولويات الوطنية الغذاء والدواء والملبس والتركيز على توسيع الزراعة التعاقدية، و برنامج القروض وغيرها من المجالات التي ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

حيث تم تدريب ما يقارب 12 الف و280 فارس تنمية و 561 عضوا من أعضاء الهيئة الإدارية للجمعيات لرفع قدراتهم الإدارية والرقابية والإدارة التنفيذية وفق الخطط المرسومة من اجل تحقيق الأهداف المرجوة وضمان نجاحها، والابتعاد عن العشوائية في العمل، واعتماد العمل وفق خطط مدروسة يتم فيها مراعاة الإمكانيات وواقع العمل في الميدان، بالإضافة الى تدريب 55 من المدراء التنفيذيين للجمعيات و67 محاسبا ماليا.

تقييم دوري

< هل هناك تقييم لأداء لجمعيات التعاونية وما أوجه القصور فيها؟

<< نعمل على تقييم الجمعيات بصورة مستمرة بين فترة وأخرى على مراحل مختلفة من بداية تشكيل الجمعية التعاونية الزراعية، الى المسار العملي والتأهيل والبناء والتدريب والارتقاء، والاتحاد التعاوني يشرف بشكل مباشر على الجمعيات ومتابعتها بشكل مستمر وتقييم ادائها بشكل دوري بحسب الأنشطة التي تقوم بها الجمعية، في المقابل يتم مساندتها.

البناء المؤسسي

< برأيك.. ما الذي تحتاجه الجمعيات في الوقت الراهن لتطوير وتفعيل ادائها؟

<< من أهم ما تحتاج إليه الجمعيات التعاونية الزراعية هو البناء الفاعل للنهوض بالمسؤولية الذي يشمل التدريب والبناء المؤسسي في الجوانب الداخلية للجمعيات، التنظيمية منها والمالية والقانونية، إلى الجوانب الفنية في المجال الزراعي والحيواني وغيرها من الأنشطة، لأن الجمعية تمثل الكيان للمزارعين، وفي المجال الزراعي أنشطة كبيرة ومختلفة، تحتاج الى عملية بناء في تخفيض الكلفة وتحسين الإنتاج، والفرز والتدرج بالمحاصيل الزراعية، معاملة ما بعد الحصاد، والإرشاد الزراعي، كل هذا يحتاجه المزارعين عبر الجمعيات التعاونية الزراعية.

تفعيل الجمعيات

< دوركم في الاتحاد للنهوض بالجانب الزراعي؟

<< في الجانب العسكري عندما جاء العدوان على اليمن كان التحشيد المجتمعي كبير جدا والكيانات السابقة التي انشأها النظام السابق لم تجدي بشيء بينما التحشيد المجتمعي ساهم في رفد الجبهات بالرجال، وذلك ما اتجه اليه السيد القائد سلام الله عليه، الإمام علي عليه السلام يقول في عهده لمالك الأشتر “وإنما جماع الدين وعماد المسلمين والعدة الأعداء هم العامة من الناس، فليكن صغوك إليهم وميلك معهم”، كذلك في الجانب الزراعي يحتاج الى التحشيد المجتمعي من خلال التوعية وذلك كفيل بخلق وعي مجتمعي بضرورة النهوض بالجانب الزراعي من خلال انشاء الجمعيات وتفعيلها والانتساب اليها وبذلك سنحقق النصر في الجبهة الزراعية مثل ما تحقق في الجبهة العسكرية.

الاكتفاء في الثوم

< ما نسبة مؤشرات الزراعة خلال السنوات الماضية؟

<< تقدم جيد وفي إيجابية كبير وتزايد مستمر في مساحة الأراضي المزروعة على سبيل المثال محصول الثوم في العام 2023 لم تدخل اي حبة ثوم مستوردة بمعنى أننا حققنا الاكتفاء الذاتي من الثوم وأصبحت فاتورة استيراد الثوم صفر.

هذا يدل على مؤشر جيد وتزايد في نسبة الإنتاج، ونعمل بشكل كبير لتحقيق الاكتفاء الذاتي في منتجات اخرى.

شوط كبير

< حدثنا عن الزراعة التعاقدية وأين وصلتم بهذا المجال؟

<< الزراعة التعاقدية تتم بتوقيع اتفاق بين جهة استيرادية وبين جهة منتجة بمعنى التجار المستوردين يتم تشكيلهم في شركات متخصصة يمثلها عدد من التجار، يقابلها جمعيات تعاونية زراعية يمثلها عدد من المزارعين هذا هو الإطار العام للزراعة التعاقدية يتم توقيع عقود بين الجمعية والشركة لزراعة تعاقدية في محصول معين بمواصفات معينة وبسعر محدد.

نحن الحمد لله قطعنا شوط كبير في هذا النوع من الزراعات بينما كل الدول العالمية لم تدخل فيها إلا بعد سنوات، والزراعة التعاقدية هي الضمان لنجاح تسويق المنتجات الزراعية.

احتياج السوق

< كيف واجهتم كساد معظم المنتجات المحلية لاسيما الطماطم والمانجو والبطاطس؟

<< معالجة هذه الإشكالات عبر إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية من خلال ضبط المشاتل لتصبح عملية الإنتاج وفق احتياجات السوق اليمني، كذلك التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في جانب التصنيع والتدوير للمنتجات الزراعية، والجهات ذات العلاقة، والمستثمرين وكذلك التخزين الجيد باستخدام وسائل التبريد.

بالإضافة الى توطين المنتجات مع جميع الشركاء للحد من كساد المنتجات الزراعية، ومعالجة ذلك بتوطين المنتج المحلي وادخاله في الصناعات التحويلية، وتقنين عملية الإنتاج بحسب الاحتياج والتنوع في زراعة المحاصيل المختلفة وعدم الاعتماد على زراعة محصول واحد فقط، ومنع استيراد المنتجات المنتجة محليا.

معالجة الفجوة

< حبذا لو تحدثنا عن العمل وفق حلقات سلاسل القيمة؟

<< سلاسل القيمة من أهم مسارات العمل الذي تستطيع من خلالها معالجة الفجوات الموجودة بين حلقات الإنتاج وحلقات التسويق والحلقات الاخرى بحيث تضمن تسويق ما يتم انتاجه وتكون جميع مراحل سلسلة القيمة مترابطة بشكل متسلسل تحقق النجاح ولا يحدث كساد في المحاصيل الزراعية وتتكامل الجهود بين الشركاء.

عبر الجمعيات

< ماذا عن حلقة التسويق الزراعي والتسويق عبر الجمعيات التعاونية؟

<< التسويق الزراعي من اهم حلقات سلاسل القيمة ونجاحها الذي يعد نجاح لكافة الحلقات لذلك نسعى ان نحقق ذلك ليكون التسويق عبر الجمعيات الزراعية، ولدينا تنسيق كامل ومستمر مع قطاع الخدمات في وزارة الزراعة، ومع إدارة التسويق الزراعي.

حيث عقدت خلال الفترة الماضية عدد من الاجتماعات وتم في مجال توقيع عقود بين الجمعيات وتجار التمور وسيكون دورنا في الاتحاد المتابعة حتى النجاح كما تم عقد العديد من الورش في مجالات التسويق الزراعي في تنظيم وتحسين الإنتاج للجمعيات وطمأنة المزارعين، والتجار بما يساهم في خلق التوازن في الأسعار والجودة دون الاضرار باي طرف.

لذلك تعد الزراعة التعاقدية الحل الأمثل لنجاح التسويق وهذا المجال كبير وواسع ونعمل بشكل دائم ومستمر بالتنسيق مع الشركاء في وزارة الزراعة واللجنة الزراعية ووزارة التجارة والصناعة لتحسين عملية التسويق، ليكون عبر الجمعيات التعاونية، سواء ما يتم استهلاكه من الإنتاج او في الصناعة او التخزين والتعليم.

فائدة للمزارعين

< ما أهمية توطين المنتجات المحلية وادخالها في الصناعات التحويلية؟

<< توطين المنتج المحلي من الأولويات الهامة التي تتطلب تظافر الجهود لتحقيقها لما لها من أهمية كبيرة تعود بالفائدة على المزارعين وكذلك تساهم في الحد من كساد المحاصيل الزراعية ولها دور فاعل في منع استيراد مثيلاتها من الخارج مثلا محصول المانجو ينتج في بلادنا بكميات كبيرة جدا وفاتورة استيراد عصائر المانجو كبيرة جدا وهذه الإشكالية تحل بالتوطين لمحصول المانجو وهذا ما نسعى مع الشركاء الى تحقيقه.

الإرشاد الزراعي

< أين يقف الاتحاد من اتساع زراعة القات في القيعان الزراعية؟

<< نسعى بالتعاون مع الشركاء بإذن الله سبحانه وتعالى، بان يكون التوسع في المحاصيل الأخرى على حساب شجرة القات كذلك مع وسائل الإعلام لرفع الوعي لدى المجتمع بأهمية زراعة المحاصيل الغذائية بديلا عن القات، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي، وتحسين التسويق للمنتجات الأخرى لان القات أصبح غير مجدي ولا يعود بالنفع لكن في بعض المناطق هو يزرع كوسيلة لدعم زراعة محاصيل أخرى.

نقلة نوعية

< ما الذي تود أن تختم به هذا اللقاء؟

<< أوجه التحية والشكر لكل التعاونين ونبارك لهم بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات الذي أسسه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم الذي نحن في اليوم إحياء ذكرى هجرته الذي نبارك للتعاونين بالعام الجديد وكذلك اليوم العالمي للتعاونيات الذي تحتفل به الدول في 6 يوليو من كل عام.

نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يكون العام الجديد عاما تنمويا لكل الجمعيات الزراعية بما يسهم في تحقيق نقلة زراعية نوعية في هذا المجال والنهوض بأدائها لمضاعفة الإنتاج حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي الذي يمثل عنوانا للعزة والكرامة لأبناء الشعب اليمني.

حوار مع أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي  م/ محمد مطهر القحوم
  • 747 views
  • تم النشر في:

    بانوراما