الموروث الزراعي والسمكي في اليمن: ثروة تتحدى الزمن
الإعلام التعاوني الزراعي- فضل فارس:
تُعَدُّ الزراعة والثروة السمكية جزءًا لا يتجزأ من تراث اليمن العريق وثقافتها الغنية، وقد أسهمت في تشكيل الهوية اليمنية عبر العصور. بفضل موقعها الجغرافي وتنوعها البيئي، تتمتع اليمن بثروة زراعية وسمكية غنية تلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد والحياة اليومية.
تشتهر اليمن بزراعة البن، الذي يُعتبر من أفخر الأنواع في العالم، بالإضافة إلى الحبوب مثل القمح والشعير، والفواكه المتنوعة مثل المانجو والعنب.
تُزرع هذه المحاصيل في مناطق مختلفة، تعكس تنوع البيئة اليمنية، مثل زراعة البن في المناطق الجبلية كالمخا وصنعاء وريمة ايضاً تُبرز مهارات الفلاحين اليمنيين في التعامل مع التربة والمناخ القاسي.
أما الثروة السمكية، فتتميز اليمن بشريط ساحلي يمتد على طول البحر الأحمر وبحر العرب، مما يجعلها غنية بالموارد السمكية مثل التونة والروبيان والأسماك القاعية، ويُعد القطاع السمكي مصدرًا هامًا للدخل ويعزز من فرص العمل في المجتمعات الساحلية حيث تُصطاد أسماك التونة في مياه المحيط الهندي وبحر العرب، وتُعتبر جودتها من الأعلى في العالم، مما يجعلها سلعة تصدير رئيسية
يعتبر الروبيان اليمني من المنتجات البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية و يُسهم في دعم دخل الصيادين وتحسين أوضاعهم.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ” وهذا يعكس عظمة الخلق والتنوع البيئي في اليمن. قال الشهيد القائد رضوان الله عليه “الزراعة هي أساس الحياة، فهي تضمن لنا الاكتفاء الذاتي والاستقلال الحقيقي”.
كما أكد ذلك ايضا قائد الثورة قائلا عن أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية “علينا أن نحافظ على ثرواتنا الزراعية والسمكية، فهي جزء من هويتنا وقوتنا”.
إلا انه ورغم توفر هذه الثروة الزراعية والسمكية تواجه اليمن تحديات كبيرة تشمل التغيرات المناخية والنزاعات الداخلية والتلوث البيئي وكلما تؤدي إلى اضطرابات في أنماط الأمطار والجفاف مما يؤثر ذلك سلبًا على الإنتاج لذا من الضروري مواجهة هذه التحديات بتبني استراتيجيات زراعية مستدامة وإدارة فعّالة للموارد المائية.
ايضا النزاعات الداخلية تدمر البنية التحتية وتعطل الإنتاج، وتحتاج اليمن إلى تحقيق الاستقرار السياسي لضمان استمرارية الإنتاج وذلك وهذا ما تطلع إلى تحقيقه الدولة.
وفيما يتعلق بالتلوث البيئي الناتج عن النشاطات الصناعية والتخلص العشوائي من النفايات يُشكل تهديدًا كبيرًا يتطلب التصدي لهذه المشكلة التي ليست في بلدنا ولحسن الحظ، عبر برامج للحفاظ على البيئة وتوعية المجتمعات بأهمية حماية الموارد الطبيعية.
يمكن تحقيق الآفاق المستقبلية من خلال تبني التكنولوجيا الزراعية الحديثة مثل الزراعة الذكية، مما يُسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد.
والاهم مما سبق ان القطاع الزراعي والسمكي في اليمن يحتاج إلى تعزيز البحوث والتطوير لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات القائمة وتحسين جودة المحاصيل والإنتاج السمكي.، وتأهيل وتدريب المزارعين والصيادين على أفضل الممارسات والابتكارات أمر ضروري لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات.