
أهمية مكافحة وإدارة أشجار السيسبان (المسكيت)
الإعلام التعاوني الزراعي -المهندس هلال الجشاري:
يعتبر نبات المسكيت من النباتات المدخلة إلى المناطق الجنوبية من اليمن، تم أدخله إلى مدينة أحور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا في منتصف أو نهاية القرن الثامن عشر، من مناطق أمريكا اللاتينية، بواسطة أحد الخبراء البريطانيين في بداية الستينات من القرن العشرين.
وتعود بداية إدخال شجرة المسكيت إلى وادي حضرموت إلى الفترة ما قبل الاستقلال لجنوب اليمن، من ثم انتشر إلى عدد كبير من المحافظات خصوصا منها الشرقية والغربية.
تعد الحيوانات والسيول أهم وسيلتين ساهمتا في نقل بذوره من موقع لآخر، الا أن الحيوانات هي الأكثر نشاطا وحركة في نقل البذور نتيجة لاستساغة قرون الشجرة من قبل الأغنام، وساهمت في نشر الشجرة على مختلف الأراضي الزراعية وغير الزراعية، من خلال روث الحيوان المحتوي على بذور الشجرة.
فسير الحيوانات إلى أكثر من 15 كيلو متر يومياً تنقل بذور الـ Prosopis في جهازها الهضمي إلى مسافات تقرب من 100 كيلو متر عن مصدر البذور الأصلي (هيدي / التكريتي ومحمد، 1982).
أما الإنسان فقد ساهم في نقل القرون في عبوات إلى مناطق أخرى بهدف تغذية الحيوانات.
انتشار السيسبان (المسكيت) يعد مشكلة في بعض محافظات الجمهورية بالرغم من الفوائد العديدة له والمتمثلة في كونها شجرة بقولية تكسب التربة النامية فيها الخصوبة، ومصدر للظل والزينة والأخشاب والوقود ومثبته للكثبان الرملية، كما يعد غذاء جيداً للحيوانات والنحل وغيرها، إلا ان ما زاد من خطر هذه الشجرة هو عدم معرفة المزارعين وإلمامهم الكامل بطرق مكافحتها وإدارتها.
بالإضافة إلى سرعة نموها وانتشارها الواسع وغزوها للأراضي الزراعية ومجاري مياه السيول ومنافستها الكبيرة للأشجار الأخرى، كأشجار النخيل واستنزافها للمياه الجوفية وصعوبة التعامل معها، وتعطيل إطارات الجرارات الزراعية، كل ذلك جعل منها آفة خطيرة في كثير من المناطق.
وبدأت عمليات مكافحتها على نطاق واسع وتضاربت وجهات النظر بين من يعتبرون هذه الشجرة مفيدة وينادون برعايتها وحسن إدارتها، وبين من ينظرون إليها باعتبارها مشكلة كبيرة وآفة مخيفة الأمر الذي يتطلب التخلص منها قبل أن تزيد مخاطرها وتصبح كارثة.
من المبررات لمكافحتها تهديدها الاراضي الزراعية ومنافستها اشجار النخيل، تعد سبباً رئيسياً لتحويل مجاري السيول عن مجراها الحقيقي مما يتسبب في حدوث كوارث على الاراضي الزراعية اثناء موسم الامطار.
إضافة إلى ما سبق سرعة نموها وانتشارها في أودية السيول والأراضي الزراعية المهملة، وتشكل بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الافاعي والثعابين، وفقد الحيوانات أثناء الرعي وفي بعض الأحيان البشر نظرا لكثافة تلك الشجرة التي يصعب حينها تحديد المخرج منها وخاصة لبعض المواطنين الذين يعملون على استخدام أشجارها كحطب، او الذين يعملون على تجميع قرون أشجار المسكيت.
إن استمرار نشر الوعي المجتمعي وتعريف المواطنين أن مكافحة الشجرة ليس صعبا، ومن الممكن مكافحتها باستخدام أدوات غير مكلفة مثل الفؤوس والمناشير في الغالب بالحقول الزراعية، وإذا تطلب الأمر من الممكن استخدام المعدات الكبيرة.
تعريف المزارعين بطرق جمع القرون ونقلها وعدم تقديمها للحيوانات إلا بعد طحنها، وكيفية التحكم في الرعي وطريقة عمل السماد العضوي المتخمر وعمل علائق لتغذية الحيوانات.
كما أن وعي المجتمع حول طرق الإدارة الصحيحة لهذا المورد الاقتصادي الهام في حال تم استغلاله بالطرق الصحيحة بتعاون الجميع، وإنشاء وحدة تنفيذية لإدارة ومكافحة شجرة (المسكيت) في المحافظة التي تشكل خطورة عليها واعتبارها اللبنة الأولى التي من خلالها يمكن ضمان ديمومة الإدارة والمكافحة.
تشجيع وتسهيل فرص الاستثمار للراغبين في العمل في إنشاء وحدات أنتاج علائق مركزة للثروة الحيوانية والاستغلال لموارد شجرة السيسبان، وحدات أنتاج الفحم من شجرة السيسبان.
من الممكن لمكافحته استخدام:
* بوكلين جنزير (320)
* دي – سيكس مجنزرة (بلد وزر) لا يقل عن (155)
* شيول كبير (966).
* قلاب سكس عدد (2) سعة (18م3).
* حراثة قوة (65) خيل + توابعها المختلفة.
* سيارة نقل متوسطة.
* سيارة نقل خفيفة (4*4).
* مناشير كهربائية ميكانيكية.
* مقصات تقليم أفرع غليظة وكبيرة.
* فؤوس كبيرة.
العمليات الميكانيكية المتكاملة لإزالته:
▪إعداد الخرائط والمخططات للمواقع وتحديد نسبة الكثافة ومعاينة المناطق أو المواقع التي سيتم فيها مكافحة وإزالة أشجار السيسبان (المسكيت ) .
▪البدا بالمناطق الحرجة وتتم الإزالة الكاملة لأشجار السيسبان من بطون الوديان وعلى الحواف والتي في مجرى الوادي والتي دائما ما تؤدي تلك الأشجار إلى تغيير مجرى السيول إلى مجرى آخر وتودي إلى حدوث كوارث على المناطق وممتلكات المواطنين، بحيث ستتم الإزالة لكامل الشجرة وقلعها من الجذور بواقع (2-3) متر من باطن الأرض.
▪تهذيب بطون الوديان من الأشجار السيسبان والأكوام الترابية وغيرها من الأشجار الأخرى.
▪استخدام مواد مانعة وحارقة لمخلفات الشجرة من الجذور التي ممكن أن تجعلها تنمو مرة أخرى باستخدام المواد التالية: – مادة الكيروسين – الزيت الحارق – الديزل – اليوريا. مع مراعاة الجانب البيئي عند الاستخدام لتلك المواد بحيث تكون في الأماكن البعيدة من المواطنين.
▪رفع مخلفات الأشجار ونقلها إلى خارج الوديان والزائدة عن حاجة المواطنين من الأحطاب وحرقها بعد جمعها.
▪المحافظة على أشجار السيسبان التي تشكل دفاعات على حواف الوديان والتي توفر حماية من الجرف وعلى المناطق المأهولة بالسكان.
الخلاصة:
هناك استبيان ودراسات أعطت المؤشرات الأولية حول أثر تغذية الماعز بالأعلاف المركزة (هشيم قرون المسكيت، وقرون المسكيت كاملة) على زيادة وزن الحيوان وإنتاج اللبن كما أن الموضوع يحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة للخروج بنتائج وتوصيات حاسمة حول تغذية الأغنام.
التوصيات:
– إعداد دراسات متعمقة حول تأثير التغذية بثمار المسكيت على إنتاج اللحم واللبن.
– توحيد أعمار الحيوانات قدر الإمكان في أي تجارب لاحقة خاصة بتغذية الحيوان ويفضل أن تكون التغذية من بداية الأعمار المبكرة مع زيادة عدد مكررات الحيوان.
– يعتبر هشيم قرون المسكيت عنصر من عناصر مكونات العليقة المركزة ويتمتع بنفس ميزات الحبوب الأخرى.
– دراسة خلط هشيم القرون بالعلائق المركزة الأخرى.
– ضرورة عمل الجدوى والتقييم الاقتصادي لأعلاف التغذية المختلفة.
– تشجيع عملية جمع قرون شجرة المسكيت من تحت الأشجار واستخدامها في تغذية الأغنام كهشيم أو عمل السيلاج.