دور الجمعيات التعاونية الزراعية متعددة الأغراض في التنمية
الإعلام التعاوني الزراعي- فتحي الذاري:
تُعد الجمعيات التعاونية الزراعية متعددة الأغراض من الآليات الفعالة لدعم المزارعين والمجتمعات الريفية، حيث تساهم في تنفيذ المبادرات المجتمعية في عدة مجالات حيوية.
كما تعتبر هذه الجمعيات التعاونية كيان مجتمعي للمزارعين للتعاون فيما بينهم، وحلقة وصل بينهم والجهات الرسمية لتعزيز قدرتهم على الحصول على خدمات زراعية أفضل تشجعهم على التوسع في زراعة مساحات أكبر.
ايضاً تقوم الجمعيات التعاونية بتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعليم المزارعين تقنيات الزراعة الحديثة وأفضل الممارسات، عبر تشكيل المدارس الحقلية وتنفيذ العديد من جلسات الارشاد الزراعي، مما يساعد على زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة.
إلى جانب ذلك، تساهم الجمعيات التعاونية الزراعية في تعزيز الأمن الغذائي في بلادنا من خلال دعم الإنتاج الزراعي المحلي ليكون بديلاً عن المنتج المستورد وتقديم الدعم الفني والمشورة للمزارعين، لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير التسويق الأمثل من خلال الزراعة التعاقدية.
بالإضافة إلى تشجع زراعة محاصيل متعددة لتلبية احتياجات السوق المحلية وتعزيز التنوع الغذائي، بما يسمى الزراعة الموجهة التي تسعى من خلالها الجمعيات إلى تنظيم عملية الإنتاج حسب الأولويات الوطنية التي تسعى القيادة إلى خفض فاتورة استيرادها، وتقدم للمزارعين المدخلات والحراثة بأسعار مناسبة عبر وحدة الحراثة المجتمعية في الجمعيات، والتي من خلالها تقلل تكاليف الإنتاج على المزارع، بما يعود بالفائدة عليه.
ولا يقتصر دور هذه الجمعيات على الجانب الزراعي فحسب، بل تمتد مساهمتها إلى خلق فرص عمل جديدة عبر إسناد المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الزراعي، وتعزز الأنشطة التجارية في المجتمعات الريفية، مما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وعلى صعيد الاستدامة، تعمل الجمعيات الزراعية على تعزيز استخدام تقنيات الزراعة الحديثة التي تحافظ على التربة والموارد المائية وتحمي البيئة، وتُطور استراتيجيات حديثة تساعد المزارعين على التكيف مع التغيرات المناخية، لتحقيق تنمية مستدامة.
رغم الأهمية الكبيرة للجمعيات التعاونية الزراعية، إلا أنها تواجه تحديات عدة، أبرزها الحاجة إلى دعم مالي مستمر لتحقيق أهدافها، بالإضافة إلى تأثير ضعف البنية التحتية الزراعية على قدرتها في تنفيذ المشاريع الاقتصادية، ومع ذلك، تظل هناك فرص كبيرة لتفعيل عملها بشكل أكبر من خلال خلق شراكة مع القطاع الخاص كواحدة من الفرص الواعدة لتوسيع نطاق الأنشطة الزراعية ورفع الإنتاجية.
ختاماً، تمثل الجمعيات التعاونية الزراعية متعددة الأغراض ركيزة أساسية في مسيرة نهوض التنمية الزراعية والاقتصادية المستدامة في اليمن، من خلال تعزيز التعاون، وتوفير التدريب والدعم الفني، وخلق فرص العمل، تساهم في تحسين الظروف المعيشية للعديد من الأسر اليمنية، وتعزيز دورها ورفع قدراتها يعد خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل أفضل لليمن، وتحقيق الإكتفاء الذاتي.
