الحفر العشوائي للآبار في اليمن تحديات وحلول
فضل فارس
تُعد المياه من أهم الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية حيث يحتاجها وكحاجة أساسية لا يمكنه الاستغناء عنها للشرب و للزراعة ولمختلف شؤون حياته المعيشة قال تعالى { وَجَعَلْنَا مِنَ الْـمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }
في اليمن تعتبر المياه الجوفية من اهم المصادر الحيوية الرئيسية لتلبية احتياجات السكان والمزارعي لاكنهم اليوم وللاسف أمام مشكلة الحفر العشوائي للآبار حيث أصبحت مشكلة ملحة تهدد هذا المورد الحيوي المهم
لقد أصبح الحفر العشوائي للآبار في اليمن خصوصاً في هذه المرحلة تحدياً كبيرا وخطرا يهدد المخزون المائي الموجود في أعماق الأرض
فيما يعود الحفر العشوائي للآبار إلى عدة عوامل منها
ضعف التنظيم والرقابة للاطار القانوني والتنظيمي الذي يحكم حفر الآبار حيث يجعل وذلك نتيجة التقصير الحاصل من السهل القيام بعمليات حفر غير مرخصة
كما أن الحاجة الملحة للمياه و تزايد الطلب عليها وذلك نتيجة للنمو السكاني المتزايد والاحتياجات الزراعية المتوسعة تدفع المزارعين الي حفر آبار بطرق غير منظمة
ومن العوامل و الأسباب أيضا الظروف الإقتصادية الصعبة حيث تدفع البعض إلى حفر الآبار وبيع المياه كوسيلة لكسب العيش
كما ان الحفر العشوائي للآبار يسبب العديد من المشكلات البيئية والاقتصادية منها استنزاف الموارد المائية بشكل غير مستدام مما يهدد مع ” ضعف الالتجاء الدائم إلى الله تعالى والركون عليه” بتجفيف الآبار وتقليل مستوى المياه التي أودعها الله من أجل الناس في الأرض قال الله تعالى {كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين}
كما الحفر غير المنظم يمكن أن يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية بالملوثات والمواد الكيميائية الضارة ويمكن أن تتسبب زيادة الآبار في تدهور التربة وانخفاض جودتها، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي ناهيك عن النزاعات الاجتماعية التي تنتج عن التنافس على المياه بين المجتمعات المحلية والمزارعين مما يسهم في تفكيك النسيج الاجتماعي
لمواجهة هذه التحديات ينبغي اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها تطوير وتنفيذ قوانين صارمة تنظم حفر الآبار ومراقبة تنفيذها بفعالية
كما يعد نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية المياه الجوفية وأضرار الحفر العشوائي من خلال حملات إعلامية وتثقيفية أمرا هاما
ويضاف أيضا استخدام تقنيات حديثة في حفر الآبار لضمان استدامة الموارد المائية وتقليل الأضرار البيئية
أيضاً نتطرق لأهم الحلول الإيجابية في هذا المرحلة وهو التعاون الرسمي والمجتمعي مع القطاع الخاص أيضاً عبر الجمعيات التعاونية في بناء وتشييد السدود و الحواجز المائية كذلك البرك والخزانات لحصاد مياه الأمطار وتغذية المياه الجوفية
أيضاً تطوير مصادر بديلة للمياه مثل تحلية مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة .
