التجربة الرائدة لجمعية القطاع الشرقي التعاونية الزراعية متعددة الأغراض “قراءة تحليلية ناقدة”

الدكتور يوسف المخرفي

تعد تجربة التعاونيات تجربة تنموية يمنية شاملة بامتياز، ابتدعتها القيادة الرشيدة للرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي -طيب الله ثراه- ثم صدرت هذه التجربة إلى جميع أنحاء العالم، وإن تحور مسماها إلى المحليات.

وفي ذلك العهد القصير المزدهر نالت الزراعة كأساس للتنمية الشاملة حظها التعاوني، وتبوتقت تلك الجهود في مسمى “الجمعيات التعاونية الزراعية”.

وإقراراً بعظمة تلك التجربة، فقد أعيد العمل بجميع مبادئها ونظرياتها وتطبيقاتها في المجال الزراعي اليوم الذي نلحظ ونلمس تطوراته المتلاحقة يوماً بعد يوم. فقد تم تقسيم المناطق الزراعية إلى قطاعات تحت مسمى “الجمعيات التعاونية الزراعية”.

تجدر الإشارة إلى أن هناك فئتان تنمويتان بحاجة إلى دعم وتعاون الدولة ولا تستطيع تحقيق طموحاتها إلا بواسطتها، هاتان الفئتان هما (المزارعون والطلبة)، فهما بحكم القانون معفيون من الضرائب والجمارك من قبيل الدعم والمساندة والتشجيع.

هذا المقال سيضع جمعية القطاع الشرقي التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بين يدي القارئ كتجربة جمعوية تنموية زراعية بقراءة تحليلية ناقدة.

فجمعية القطاع الشرقي تضم جغرافياً جميع مديريات قبيلة خولان ممثلة في مديريات خولان والطيال وجحانة والحصن وبني ظبيان بمحافظة صنعاء.

بادئ ذي بدء تساءلت: هل هي جمعية؟ فأجابت لغة الأرقام الكمية بانضواء نحو ١٣٢٦ مساهماً تحت لواء جمعيتها، ومالياً بنحو ٣٦ مليون ريال في بداية تأسيسها وانطلاقتها.

ثم تساءلت: هل هي زراعية حقاً وفق مقياس جوانب الامتداد؟ فأجابت أنشطتها بكل ثقة عن تدخلاتها في الجوانب البيولوجية والكيميائية والفيزيائية والجيولوجية.

ففي الجانب البيولوجي، فقد قدمت دعماً مباشراً لحملة مكافحة الطفيليات التي تفتك بالمحاصيل الزراعية وحالت دون هلاكها وتعرض المزارع للخسائر الفادحة، كما انصب اهتمامها على توفير البذور المحسنة خصوصاً بذور القمح كأهم نشاط متعدد وملحوظ للجمعية.

وفي هذا الصدد أيضا قامت الجمعية بتوزيع نحو ١٠ آلاف شتلة لمحاصيل اللوز والتين والبن والعنب كمحاصيل نقدية إنتاجية تجود بها المنطقة القطاعية الجغرافية للجمعية والتي من شأنها تحسين مستوى إنتاج ومعيشة المزارعين.

وفي الجانب الكيميائي قدمت الدعم المباشر للمزارعين بتقديم قروض بيضاء لتوفير المبيدات والأسمدة التي دعت الضرورة لاستخدامها وفق قواعد علمية ترشيدية مدروسة.

وفي الجانب الفيزيائي حصلت على دعم مباشر من قيادة محافظة صنعاء في جانب منظومات الألواح الشمسية ونفذت العديد من مشروعاتها.

وفي الجانب الجيولوجي قدمت الجمعية الدعم المباشر للمزارع في مجال الحراثة والحراثة العميقة.

وفي جوانب الامتداد التعليمية والتدريبية فقد عقدة الجمعية نحو ١٠ دورات ونحو ٥٧ ورشة عمل زراعية ونحو ٧٣٢ جلسة توعوية إرشادية زراعية مباشرة بتكلفة فاقت ١٠ مليون ريال.

وفي الجانب الإداري فإن إنشاء الجمعية بحد ذاته، وعقد العقود الزراعية مع نحو ١٢٥ مزارعاً لزراعة الثوم بقيمة ١٠٠ مليون ريال خير دليل على اهتمامها بالعمليات الإدارية المزرعية والتي ستتطور إلى مستوى كل وحدة إدارية مزرعية.

وفي جانب الامتداد المجتمعي الزراعي فقد دعمت الجمعية نحو ٧٣٥ مبادرة مجتمعية بشكل مباشر مادياً ومعنوياً وإدارياً.

ثم تساءلت ككاتب ناقد: هل الجمعية متعددة الأغراض؟ فتركت الإجابة على القارئ والمراقب لنشاط الجمعية من خلال سردنا لأنشطتها متعددة الجوانب آنفاً.

وقد لوحظ حسابياً مالياً أن مجمل أنشطة الجمعية قد تقترب من حوالي نصف مليار ريال، وهو مبلغ مقبول بالنظر إلى عمرها الزمني منذ نشأتها.

ونقترح على الجمعية إدراج بعد تسويق المنتجات الزراعية ضمن اهتماماتها وخططها المستقبلية، وكذا التوعية بمخاطر هدر الموارد البيئية للبنية الزراعية من تربة ومياه وترك الأرض بوراً بدون نشاط زراعي سنوي؛ كي لا تتعرض للتصحر حتى تستحق وسام التنمية الشاملة المتكاملة.

كما ندعو القيادة الثورية والسياسية والمحلية بدعم جهود الجمعية خصوصا أنها تقع في نطاق زراعي من الدرجة الأولى من الناحية الإنتاجية والنوعية وجودة منتجات منطقتها والتي يندر فيها زراعة القات.

++++++++++++++++++++++++++++++

*أستاذ ورئيس قسم البيئة والتنمية المستدامة المساعد

بجامعة ٢١ سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

التجربة الرائدة لجمعية القطاع الشرقي التعاونية الزراعية متعددة الأغراض “قراءة تحليلية ناقدة”
  • 1٬324 views
  • تم النشر في:

    مقالات