التعاونيات أبرز دعائم التنمية الزراعية المستدامة
بقلم : محمد عبدالولي السقاف
(ما يعجز عنه الفرد تنجزه الجماعة) .. تمثل المقولة خلاصة معرفة حول مهام جسام كانت محالة التحقيق لدى افراد لكن بتعاونهم تم تحقيق أهدافهم ، وهي حقيقة لا يختلف عليها اثنان .
ما يجدر الإشارة اليه في هذا المقام أن توجهات العالم وتجاربه ، تفصح عن أن التدابير المتبعة في السعي لتحقيق تنمية مستدامة يأتي على رأسها نهج العمل التعاوني وإنشاء التعاونيات ، وكيف إن التعاونيات لاسيما الزراعية اليوم باتت تغذي العالم وتوفر له الغذاء الأساسي ، وأن وسيلة الجمعيات التعاونية هي الطريقة الأنجح والاقرب لبلوغ تنمية مستدامة هدفها تأمين المجتمعات الآنية مع الحفاظ على حق الأجيال القادمة .
في بلادنا وفي ظل الثورة الزراعية التي تمثل خلاصة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ، ثمة توجه ملحوظ في مساعي الوصول الى تنمية مستدامة حقيقة نجدها على الأرض وليس في الشعارات ومضامين وسائل الإعلام ، لذا فأن الحراك الناتج عن شراكة رسمية مجتمعية في تأمين الغذاء للأجيال والذي يعطي الجانب الزراعي أولوية فأنه في حقيقة الامر يبعث على التفاؤل ويظهر الجدية في تحقيق حلم لطالما تمناه اليمنيون عبر عقود.
هذا الحلم وذاك السعي في سبيل تحقيقه وبخياراته المتعددة ومجالات عمله المتباينة ، يقف امام حقيقة لا تدع مجالاً للشك ، مفادها ان اقرب الطرق وانجح الإجراءات والوسائل المحققة للتنمية المستدامة هي إحياء العمل التعاوني ونفض الغبار عن سمات المجتمع اليمني المتمثلة في التكاتف ، وهذا ما تم انتهاجه فعلاً في الأونة الأخيرة .
إذ تم معالجة مشاكل كثير من الجمعيات القديمة المتعثرة ، وإنشاء جمعيات جديدة بالمئات خلال فترة قصيرة ، ويتم اليوم عبر الإتحاد التعاوني الزراعي وشركاء التنمية الزراعية خلق جو من التنافس بين تلك الجمعيات لتحقيق إنتاجية اكبر وهو ما نأمل ان يستمر ويتطور بالية تنسيقية اكثر جدوى . وبالنظر الى أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر فأنه يحسب للجمعيات التعاونية أنها تسهم بشكل ملحوظ في تحقيق غالبية تلك الأهداف لا سيما الهدف الأول القضاء على الفقر وكذلك الهدف الثاني ، القضاء التام على الجوع ، فضلاً عن الهدف الحادي عشر المتمثل في الوصول الى مدن ومجتمعات محلية مستدامة ، وبالنظر الى تفاصيل الهدف الثامن العمل اللائق ونمو الاقتصاد فأن الجمعيات التعاونية تجسده بشكل كبير لاسيما من خلال مضاعفة الإنتاج
